هل استخدمت شركة إسرائيلية تقنياتها لاختراق خدمة واتساب؟
تسببت ثغرة أمنية موجودة في نظام المراسلة “واتساب WhatsApp” الذي يتمتع بشعبية واسعة، ويستخدمه أكثر من 1.5 مليار شخص، في اختراق خدمة المراسلة الفورية، يعتقد الخبراء أنه تم باستخدام برنامج تجسس يدعى “NSO Group”، الذي يعتبر واحد من أكثر برامج التجسس الضارة في العالم، وهو من انتاج شركة “Pegasus”.
ويتيح برنامج التجسس “NSO Group” امكانية الوصول عن بعد إلى أكثر معلومات هاتفك خصوصية، من الرسائل النصية إلى سجلات المكالمات إلى بيانات الموقع.
وظهرت شركة “Pegasus” في عام 2016، عندما ورد أنها استخدمت برنامجها للتجسس على أحد نشطاء حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة. وفي السنوات التي تلت، تم ربطها بمقتل مراسل صحيفة “واشنطن بوست” جمال خاشقجي، وكذلك بقبض الحكومة المكسيكية على مهرب المخدرات خواكين “إل شابو” غوزمان.
إليك ما نعرفه عن الشركة السرية:
تأسست مجموعة “NSO” في أواخر عام 2009 من قبل رواد أعمال لهم صلة بالحكومة الإسرائيلية.
يقع مقر “NSO” في هرتسليا بإسرائيل، وقد تم تأسيسها في ديسمبر 2009 من قبل عمري لافي وشالف هوليو، ووفقًا لملفات التعريف الخاصة بهم على “LinkedIn”، تظهر أن كلاهما من رواد الأعمال في إسرائيل.
غادر مؤسس ثالث، نيف كارمي، من شركة “NSO” بعد فترة وجيزة من إنشائها وترك لافي وهوليو كأغلبية المساهمين في الشركة.
واستحوذت شركة “فرانسيسكو بارتنرز” على حصة الأغلبية في “NSO Group” مقابل 120 مليون دولار في عام 2014، بالرغم من أن عملياتها ظلت في إسرائيل.
وقال هوليو في صفحته على “LinkedIn” إنه مسؤول عن شركة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، بينما قال لافي إنه موظف في الحكومة الإسرائيلية.
ويزعم ثلاثة على الأقل من موظفيها الحاليين أنهم عملوا في الوحدة 8200، وهي نسخة إسرائيلية من وكالة الأمن القومي الأمريكية، بينما جاء موظفو “NSO Group” الآخرين من الموساد، وهي وكالة الاستخبارات الوطنية الإسرائيلية.
وانفصلت الشركة عن “فرانسيسكو بارتنرز” في أوائل عام 2019؛ وأصبحت “NSO Group” مملوكة الآن ويديرها مؤسسوها الأصليون، بالشراكة مع شركة الأسهم الخاصة الأوروبية “Novalpina Capital”.
وفي مقابلة مع “60 دقيقة” في مارس، صرح شاليف هوليو، المؤسس والمدير التنفيذي لـ”NSO Group”، أن برنامجهم للتجسس قد أنقذ “عشرة آلاف شخص”.
وقال هوليو لـ “60 دقيقة”: “نحن نبيع Pegasus من أجل منع الجريمة والإرهاب“.
وأضاف: “جاءت وكالات الاستخبارات إلينا وتقول: لدينا مشكلة مع الهواتف الذكية الجديدة، لم يعد بإمكاننا الحصول على معلومات استخباراتية قيّمة”.
وقال المصدر إن مسؤولًا أمنيًا أوروبيًا أكد أن برنامج “NSO Group” قد تم استخدامه لإحباط الهجمات الإرهابية في أوروبا.
وحذر رون ديبرت، الذي يقود مجموعة مراقبة حقوق الإنسان في جامعة تورنتو تدعى “Citizen Lab” في مقابلة على “60 دقيقة”، من سوء الاستخدام المحتمل لتلك الأدوات نفسها من قبل الحكومات.
وقال ديبرت: “هذه التكنولوجيا تستخدم من قبل دكتاتوريين استبداديين يمكنهم القيام بعمليات تجسس إلكترونية عالمية ببساطة عن طريق شراء التكنولوجيا“.