عقب حادثة إطلاق النار في نيوزيلندا، سارعت مواقع التواصل الاجتماعي لحذف مقطع فيديو الذي نشره القاتل، وأيضا مقاطع الفيديو التي أعيد نشرها لاحقا من قبل بعض المستخدمين، حيث عُرضت فيه لحظات إطلاق النار على المصلين في المسجدين، وطبّقت منصات التواصل مثل يوتيوب حلولًا تقنية ولكنها غير كاملة، في محاولة منها لرسم خط فاصل بين الاستخدامات المقبولة والمرفوضة.
ولكن فيسبوك، يوتيوب وتويتر ليست الأماكن الوحيدة التي تبحث عن طرق للتعامل مع التطرف ونبذ الكراهية، لأن هناك مواقع أخرى أقل شعبية يتهرب مسؤولوها من الرقابة، لا يزال مستخدميها يروجون لمقطع الفيديو الذي نشره القاتل، وأكثر من ذلك يستخدمون مثل هذه المواقع لمدح الإرهابي.
في بعض النواحي، تشكل المواقع الصغيرة مشكلة أكثر صعوبة، وتدفعنا إلى طرح أسئلة أساسية حول كيفية مراقبة الويب، بالرغم من أنه في السنوات الماضية أشاد بعض من الناس بقدرة الإنترنت على الاتصال بالأشخاص ومشاركة المعلومات والتهرب من الرقابة، ولكن بسبب حادثة إطلاق النار في نيوزيلندا وغيرها، يمكننا أن نعتبر هذه الظاهرة في أحلك حالاتها.
ويتوقع خبراء تقنيون أن تكون نقطة ارتكاز مرتكب الجريمة هو موقع 8chan، الذي ينشر فيه المستخدمون موادهم بشكل مجهول، حيث ينقسم الموقع إلى تجمعات مختلفة وكل منها ذو محتوى وتوجهات خاصة به، ويشجع بعض من أعضائه في كثير من الأحيان التطرف.
ولقد تم حظر موقع 8chan من محرك بحث Google، وفي نيوزيلندا قام مزودو خدمات الإنترنت بحظره كذلك مع مواقع أخرى التي تروج للأفكار المتطرفة.
وشهد الويب في العامين الماضيين حملة تطهير المواقع التي تروج لأفكار اليمين المتطرف، ونتج عن هذه الحملة تعثر مواقع التمويل الجماعي مثل Hatreon و MakerSupport، وقد تسببت مؤقتًا في تعطيل شبكة التواصل الاجتماعي Gab ومدونة التفوق الأبيض The Daily Stormer.